رؤية 2030- تطوير الحرمين الشريفين لخدمة ضيوف الرحمن بيسر وطمأنينة
المؤلف: نجيب يماني09.11.2025

ممّا لا شكّ فيه، أنّ المشروعات الإنشائية على مستوى العالم تتّسم بالتّوقف أو الرّكود بعد فترة من الزمن، إلاّ في رحاب الحرمين الشّريفين، حيثُ يشهدان على مرّ العصور السّعودية المتوالية، وإلى يومنا هذا، حركة دائبة ومستمرة من التّوسعة والتّطوير والتّحديث، وذلك بهدف استيعاب الأعداد المتزايدة من زوّار بيت الله الحرام من الحجّاج والمعتمرين والمصلّين، مع الأخذ في الاعتبار الطّبيعة الجغرافية الفريدة للمكان.
وفي هذا العهد الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله ورعاهما، اكتسبت العناية بالحرمين الشّريفين بُعدًا أعمق، وذلك من خلال «رؤية المملكة 2030» الطّموحة، التي انبثق منها «برنامج خدمة ضيوف الرّحمن»، الذي أُطلق في عام 2019م، حاملًا رسالة نبيلة سامية، قوامها "تمكين أكبر شريحة ممكنة من المسلمين من أداء مناسك الحج والعمرة بيُسر وسهولة، وإثراء تجربتهم الدّينية والثّقافية، وذلك من خلال تهيئة الحرمين الشّريفين على أكمل وجه، وإبراز الرّسالة السّمحاء للإسلام للعالم أجمع، وتجهيز المواقع السّياحية والتّاريخية، وتقديم أرقى الخدمات وأفضلها لضيوف الرّحمن قبل وأثناء وبعد زيارتهم لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وإظهار الصورة المشرقة والحضارية للمملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما".
وانطلاقًا من هذا البرنامج الرّائد، شهدت مرافق الحرمين الشّريفين تطورًا غير مسبوق، واستعانة بأحدث التّقنيات والابتكارات الذّكية، وتوفير جميع الإمكانيات اللّوجستية اللازمة لضمان أداء الحجّاج والمعتمرين لمناسكهم في "يُسر وسهولة"، هذا الشّعار الذي بات علامة فارقة تميّز جهود المملكة الحثيثة، حيث سخرت القيادة الرشيدة لهذا الغرض جميع الإمكانات والطاقات، وجندت مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، من أجل توفير الرّاحة والطمأنينة للحجاج، وضمان سلامتهم وأمنهم، بل إنّ جهود المملكة تجاوزت ذلك، فاستبقت وصول الحجاج إلى أراضيها عبر «مبادرة طريق مكة» المتميزة، التي سهّلت الإجراءات، ومهّدت لهم طريقًا مفعمًا بالرّاحة والسّكينة، الأمر الذي دفعهم إلى الإشادة بهذه المبادرة المباركة، والتعبير عن امتنانهم لما وجدوه من عون ومساعدة وحرص على خدمتهم، فكلّ المؤشرات الواقعية تؤكد حقيقة جلية لا تقبل الشّك أو الجدال، مفادها أنّ المملكة العربية السّعودية، بفضل الله تعالى، ثم بفضل حكمة وجهود قادتها ورجالها المخلصين، قد جعلت من رحلة الحج رحلة آمنة وميسرة ومفعمة بالخدمات المتنوعة، لا منّة ولا رياء، ولا يستطيع جاحد إنكار ذلك لما يراه من شواهد واقعية، بدءًا من تنوّع وسائل النّقل المتطورة، من قطار الحرمين السريع، والحافلات الصديقة للبيئة، ومرورًا بالتّوسعات الضّخمة التي شملت الحرمين والمشاعر المقدسة، والتي رفعت الطّاقة الاستيعابية إلى ملايين الحجاج، ووصولًا إلى تعبيد الطرق وتطوير مسارات المشاة في المشاعر، وتجهيزها بأرضيات من بلاط الإنترلوك المريح، وتوفير مقاعد مريحة على جانبي الطريق، بالإضافة إلى تشجيرها لتوفير الظلّ والراحة لضيوف الرحمن، وخاصة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يستخدمون العربات المتحركة، هذا فضلًا عن تأهيل جميع المرافق الخدمية في ممرات المشاة، من دورات المياه إلى استبدال وتحديث وسائل الإنارة..
أمّا في صعيد عرفات الطاهر، فقد تمّ استغلال أكثر من 80 ألف متر مربع من المساحات غير المستخدمة سابقًا، وذلك ضمن مشروع تطويري ضخم يهدف إلى استيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج، والتي يُتوقع أن تتجاوز (4) ملايين حاج، أي بزيادة قدرها الضّعف عن السّابق، كما تمّ تحديث أرضيات المخيمات في المشعر باستخدام «الإنترلوك»، لضمان المتانة والاستدامة، وسهولة الوصول إلى الخدمات.. وإذا نظرنا إلى الخدمات الطبية والصّحية المقدمة للحجاج، لرأينا ما يبهج الصّديق ويسرّه، فقد فاقت المملكة العربية السّعودية في هذا المجال كل التوقعات، حيث تقدم رعاية صحية شاملة ومتكاملة للحجاج بالمجان، بما في ذلك العمليات الجراحية الكبرى التي قد تستدعيها بعض الحالات المرضية الطارئة، وتوفير سيارات الإسعاف المجهزة بالكامل لنقل المرضى، وذلك حرصًا على تمكينهم من أداء مناسك الحج بيسر وسهولة وطمأنينة..
كلّ هذه الجهود المباركة وغيرها الكثير، هي أمور واضحة ومعروفة وملموسة، وهي ليست بمستغربة على وطنٍ جعل خدمة ضيوف الرّحمن رسالته السامية، وعلى قيادة همّها توفير الأمن والرّاحة والاطمئنان لضيوف الرّحمن، لذلك، فالعجب كل العجب ممن يرى في شعار «لا حج بلا تصريح» تقييدًا وتضييقًا على المسلمين ومنعًا لهم من الوصول إلى بيت الله الحرام، فما تقوم به المملكة من تطوير مستمر، إنّما يهدف إلى تهيئة الظروف المناسبة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج، كما أنّ الأرقام والإحصائيات السنوية لأعداد الحجاج تفضح هذه الافتراءات المغرضة التي نعرف مصدرها وأهدافها الخبيثة، فهي محاولات يائسة تهدف إلى تعكير الأجواء، والنيل من جهود جبارة لا ينكرها إلا جاحد، ولا ينتقص منها إلا حاقد.
فشعار «لا حج بلا تصريح» يهدف في المقام الأول إلى ضمان سلامة الحجاج وأمنهم، وتمكينهم من الاستفادة من الخدمات النوعية الراقية التي تسهل عليهم أداء مناسكهم بيسر وسهولة، ومنع السلوكيات السلبية التي كان لها تأثير سلبي في المواسم السابقة، والتي كان من الضروري معالجتها في المواسم اللاحقة، تغليبًا للمصلحة العامة، ودرءًا للمفاسد والأضرار..
نسأل الله العلي القدير أن يوفق ولاة أمرنا لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يمنّ على الحجاج في هذا العام وفي الأعوام القادمة بحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور، وأن يعودوا إلى ديارهم سالمين غانمين، ومدركين لعظمة ما شاهدوه في هذه البلاد المقدسة من مظاهر الإيمان والوحدة والتلاحم..
وكل عام وأنتم بألف خير.
وفي هذا العهد الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله ورعاهما، اكتسبت العناية بالحرمين الشّريفين بُعدًا أعمق، وذلك من خلال «رؤية المملكة 2030» الطّموحة، التي انبثق منها «برنامج خدمة ضيوف الرّحمن»، الذي أُطلق في عام 2019م، حاملًا رسالة نبيلة سامية، قوامها "تمكين أكبر شريحة ممكنة من المسلمين من أداء مناسك الحج والعمرة بيُسر وسهولة، وإثراء تجربتهم الدّينية والثّقافية، وذلك من خلال تهيئة الحرمين الشّريفين على أكمل وجه، وإبراز الرّسالة السّمحاء للإسلام للعالم أجمع، وتجهيز المواقع السّياحية والتّاريخية، وتقديم أرقى الخدمات وأفضلها لضيوف الرّحمن قبل وأثناء وبعد زيارتهم لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وإظهار الصورة المشرقة والحضارية للمملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما".
وانطلاقًا من هذا البرنامج الرّائد، شهدت مرافق الحرمين الشّريفين تطورًا غير مسبوق، واستعانة بأحدث التّقنيات والابتكارات الذّكية، وتوفير جميع الإمكانيات اللّوجستية اللازمة لضمان أداء الحجّاج والمعتمرين لمناسكهم في "يُسر وسهولة"، هذا الشّعار الذي بات علامة فارقة تميّز جهود المملكة الحثيثة، حيث سخرت القيادة الرشيدة لهذا الغرض جميع الإمكانات والطاقات، وجندت مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، من أجل توفير الرّاحة والطمأنينة للحجاج، وضمان سلامتهم وأمنهم، بل إنّ جهود المملكة تجاوزت ذلك، فاستبقت وصول الحجاج إلى أراضيها عبر «مبادرة طريق مكة» المتميزة، التي سهّلت الإجراءات، ومهّدت لهم طريقًا مفعمًا بالرّاحة والسّكينة، الأمر الذي دفعهم إلى الإشادة بهذه المبادرة المباركة، والتعبير عن امتنانهم لما وجدوه من عون ومساعدة وحرص على خدمتهم، فكلّ المؤشرات الواقعية تؤكد حقيقة جلية لا تقبل الشّك أو الجدال، مفادها أنّ المملكة العربية السّعودية، بفضل الله تعالى، ثم بفضل حكمة وجهود قادتها ورجالها المخلصين، قد جعلت من رحلة الحج رحلة آمنة وميسرة ومفعمة بالخدمات المتنوعة، لا منّة ولا رياء، ولا يستطيع جاحد إنكار ذلك لما يراه من شواهد واقعية، بدءًا من تنوّع وسائل النّقل المتطورة، من قطار الحرمين السريع، والحافلات الصديقة للبيئة، ومرورًا بالتّوسعات الضّخمة التي شملت الحرمين والمشاعر المقدسة، والتي رفعت الطّاقة الاستيعابية إلى ملايين الحجاج، ووصولًا إلى تعبيد الطرق وتطوير مسارات المشاة في المشاعر، وتجهيزها بأرضيات من بلاط الإنترلوك المريح، وتوفير مقاعد مريحة على جانبي الطريق، بالإضافة إلى تشجيرها لتوفير الظلّ والراحة لضيوف الرحمن، وخاصة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يستخدمون العربات المتحركة، هذا فضلًا عن تأهيل جميع المرافق الخدمية في ممرات المشاة، من دورات المياه إلى استبدال وتحديث وسائل الإنارة..
أمّا في صعيد عرفات الطاهر، فقد تمّ استغلال أكثر من 80 ألف متر مربع من المساحات غير المستخدمة سابقًا، وذلك ضمن مشروع تطويري ضخم يهدف إلى استيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج، والتي يُتوقع أن تتجاوز (4) ملايين حاج، أي بزيادة قدرها الضّعف عن السّابق، كما تمّ تحديث أرضيات المخيمات في المشعر باستخدام «الإنترلوك»، لضمان المتانة والاستدامة، وسهولة الوصول إلى الخدمات.. وإذا نظرنا إلى الخدمات الطبية والصّحية المقدمة للحجاج، لرأينا ما يبهج الصّديق ويسرّه، فقد فاقت المملكة العربية السّعودية في هذا المجال كل التوقعات، حيث تقدم رعاية صحية شاملة ومتكاملة للحجاج بالمجان، بما في ذلك العمليات الجراحية الكبرى التي قد تستدعيها بعض الحالات المرضية الطارئة، وتوفير سيارات الإسعاف المجهزة بالكامل لنقل المرضى، وذلك حرصًا على تمكينهم من أداء مناسك الحج بيسر وسهولة وطمأنينة..
كلّ هذه الجهود المباركة وغيرها الكثير، هي أمور واضحة ومعروفة وملموسة، وهي ليست بمستغربة على وطنٍ جعل خدمة ضيوف الرّحمن رسالته السامية، وعلى قيادة همّها توفير الأمن والرّاحة والاطمئنان لضيوف الرّحمن، لذلك، فالعجب كل العجب ممن يرى في شعار «لا حج بلا تصريح» تقييدًا وتضييقًا على المسلمين ومنعًا لهم من الوصول إلى بيت الله الحرام، فما تقوم به المملكة من تطوير مستمر، إنّما يهدف إلى تهيئة الظروف المناسبة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج، كما أنّ الأرقام والإحصائيات السنوية لأعداد الحجاج تفضح هذه الافتراءات المغرضة التي نعرف مصدرها وأهدافها الخبيثة، فهي محاولات يائسة تهدف إلى تعكير الأجواء، والنيل من جهود جبارة لا ينكرها إلا جاحد، ولا ينتقص منها إلا حاقد.
فشعار «لا حج بلا تصريح» يهدف في المقام الأول إلى ضمان سلامة الحجاج وأمنهم، وتمكينهم من الاستفادة من الخدمات النوعية الراقية التي تسهل عليهم أداء مناسكهم بيسر وسهولة، ومنع السلوكيات السلبية التي كان لها تأثير سلبي في المواسم السابقة، والتي كان من الضروري معالجتها في المواسم اللاحقة، تغليبًا للمصلحة العامة، ودرءًا للمفاسد والأضرار..
نسأل الله العلي القدير أن يوفق ولاة أمرنا لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يمنّ على الحجاج في هذا العام وفي الأعوام القادمة بحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور، وأن يعودوا إلى ديارهم سالمين غانمين، ومدركين لعظمة ما شاهدوه في هذه البلاد المقدسة من مظاهر الإيمان والوحدة والتلاحم..
وكل عام وأنتم بألف خير.